إن راحة النفس لا تتأتى إلَّا بالإيمان بالله جل وعز، ونفس غير مؤمنة ستبقى خائفة وتائهة وضعيفة لا استقرار لها. والإيمان الذي به النجاة هو الإيمان بالله، ومعناه التصديق الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، وأنه الذي يستحق وحده أن يُفرد بالعبادة من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها، المنزه عن كل نقص وعيب جل وعز
ويتضمن الإيمان بالله الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهذا الإيمان هو أصل سعادة الإنسان، بل هو جنة الدنيا للمؤمن، وخاتمته جنة الآخرة إن شاء الله.
الإيمان بالله نور إلى العدل، ونور إلى الحرية، ونور إلى العلم والمعرفة، ونور إلى الهداية، ونور إلى السكينة والأمان الروحي.وشرعًا: هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان
وإذا عُلِمَ هذا، فليعلم أن أساس قبول العمل عند الله هو الإيمان؛ لقوله جل وعز{فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [الأنبياء: 94]
إن أفضل الأعمال عند الله وأزكاها هو الإيمان؛ لما رَوى أبو ذر رضى الله عنه من سؤاله لرسول الله ﷺ بقوله " يارسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال ﷺ: الإيمان بالله والجهاد في سبيله" (رواه مسلم)
وهو سبب للهداية والسعادة الدنيوية والأخروية، لقوله جل وعز{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125]
والإيمان صارف للمؤمن عن المعصية، لقوله جل وعز{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201]