أولًا: تحقيق التوحيد لله جل وعز، يقول تعالى: { مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ٢ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } [الزمر:2 - 3] ، وقال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ } [البينة: 5]
ثانيًا: تحقيق اتباع رسول الله ﷺ، وطاعته فيما أمر، واجتناب مانهى عنه وزجر، وتصديقه فيما أخبر، يقول الله جل وعز{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء: 59]
ثالثًا: إذا أردت أن تكون مخلصًا فاحرص على عملك الصالح، وتذكر دائمًا أن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: “..ورجل تصدق بصدقة فأخفاها..” (رواه البخاري)، وتذكر أيضًا: “إنما الأعمال بالنيات..” (رواه البخاري).
الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهدًا غير الله، ولا مجازيًا سواه.رابعًا: أقبل على حب المدح والثناء بقلبك، واقنط مما في أيدي الناس، واجعل تعلقك بخالقك جل وعز؛ فالمخلص لا يطمع في دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها؛ ولكن طمعه يكون في رحمة الله.
خامسًا: عليك بالانطراح بين يدي ربك، ولزوم عتبة الذل عند بابه جل وعز بدعائه تعالى أن يرزقك الإخلاص، ويخلصك من الرياء، ويتوب عليك مما قد سلف من الذنوب والمعاصي.
سادسًا: اجتناب الرياء والحذر منه؛ فإذا عرف العبد طريق الرياء ومداخله على النفس ابتعد عن طريق الإخلاص، ومن ذلك وصف بعض الناس لنفسه بالولي، أو رضاه بتسميته بذلك، أو الإخبار عن أفعاله وطاعاته، يقول جل وعز { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [هود:15 - 16] والرياء شرك أصغر، ويكفي أن من عواقبه الوخيمة عدم قبول الأعمال ولو كانت صالحة في ظاهرها، وردها على أصحابها.
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء إلا كما يجتمع الماء والنار.سابعًا: صحبة المخلصين: قال ﷺ: “الرجل على دين خليله..” (رواه الترمذي).
ثامنًا: إخفاء العبادة وإسرارها، والله جل وعز يقول { إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ }[البقرة: 271]
تاسعًا: محاسبة النفس أدق وأشد ما تكون المحاسبة، وهي المحاسبة الملازمة في كل حين، قال جل وعز { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } [العنكبوت: 69]، وتأمل قوله سبحانه وتعالى: (فِينَا)!!
عاشرًا:لزوم دعاء الله والإقبال عليه وتكرار ذلك، فالعبد الفقير إذا لزم باب سيده أشفق عليه ورحمه وقضى حاجته ومطلوبه وسدّ خلته...فالدعاء الدعاء لله جل وعز.