اليقين مناقض للشك والريب (إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) [الحجرات: 15]، واليقين من صفات المؤمنين (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) [البقرة: 4]، والشك والتردد وعدم اليقين من صفات المنافقين الذين لا يوقنون قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ ﴾ [الحديد: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾ [التوبة: 45]
وبمقدار قوة اليقين وشموله بمقدار زيادة الإيمان وقوته، وبمقدار ضعف اليقين أو انحساره أو الغفلة عنه بمقدار زيادة الشك والريبة في النفوس.
ولذا على المؤمن سقي شجرة اليقين في قلبه ورعايتها وإزالة كل أسباب الشك والريبة عنها، فاليقين يزداد بالعِلْم مرَّة، أو برؤْيةِ كرامةٍ أو آيةٍ، أو بثباتٍ أو سكينةٍ، أو طمأْنينة يَضعُها اللهُ في قلوب مَن يشاء مِن عباده، والشك والريبة والظن تزداد بالغفلة ونقص الإيمان والهوى.
اليقين موصل لسعادة الدنيا والآخرة ورضوان الله، والشك موصل للتردد والهوى والظن والنفاق والضلال وخسارة الدنيا والآخرة (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) [الجاثية: 32]
قال ابن القيم: فَإِذا بَاشر الْقلب الْيَقِين امْتَلَأَ نورا وانتفى عَنهُ كل ريب وَشك وعوفي من امراضه القاتلة وامتلأ شكرا لله وذكرا لَهُ ومحبة وخوفا فحبي عَن بَيِّنَة (مفتاح دار السعادة: 154)